نبذة عن المجلة

جريدة أدبية الكترونية تقوم على مجهودات ذاتية هدفنا رفع مستوى الفكر وزيادة الوعى وتقديم فن راقى وإظهار دور الأدب فى بناء المجتمعات ،ومساعدة المواهب المهمشة فى إظهار مواهبهم ومساعدتهم على تنمية مواهبهم وتقديم الدعم المادى والمعنوى

المادى : هو توفير إمكانيات للنشر

المعنوى: توفير كتاب وورش عمل للتشجيع والتعليم.

مدة النشر : كل أسبوع


المقال الرابع
اعداد : ايه سامى على

المغول تيموجين
_من هم المغول ؟
_المغول شعب يشبه الترك في اللغة والمظهر العام ،موطنهم الأساسي المنطقة الواقعة في وسط آسيا بين نهري سيحون وجيحون من الغرب،وحدود الصين الجبلية من جهة الشرق حتي اقصي الشمال الشرقي لآسيا،ويمكن اعتبار هضبة منغوليا هي الموطن الأصلي لهذه القبائل.
_اما عن صفاتهم الجسدية فكانوا متقاربي الشبه والخلقة ،ويتمتعون بصفات بدنية تناسب البيئة التي عاشوا فيها،فقد كانت وجوههم عريضة ورؤسهم كبيرة وأنوفهم فسطاء،وخدودهم بارزة وعيونهم صغيرة غاثرة،وشعورهم سوداء خشنة،وجلودهم سمراء تميل الي السواد قد لفحتها الشمس وأثرت فيها الرياح والثلوج،وهم قصيروا القامة ذو اجسام ممتلئة ،وافخادهم قوية العضلات حتي يستطيعوا أن يتحملوا الحياة في هذه المناطق الشاسعة التي تجتاحها الرياح والثلوج في الشتاء،والحرارة الملتهبة في أسابيع الصيف.
_كان المغول يتغذون بلحوم الحيوانات علي اختلافها من خيول وكلاب وذئاب وثعالب،وغذاؤهم قليل خاصة في الشتاء إذ تقسو عليهم الطبيعة ،ولهم طريقة في حفظ اللحوم فكانوا يقطعونها شرائح ويعلقونها في الشمس والهواء لتجف دون أن تعتريها العفونة،وكانت ملابسهم بسيطة ومصنوعة في الغالب من أصواف الأغنام أو وبر الإبل أو جلود الحيوانات ،ولم يكن يوجد فرق كبير بين ملابس الرجال وملابس النساء،وكان من عادة المغول أنهم كانوا لا يغيرون ملابسهم طوال الشتاء ،أما في الصيف فيكتفون بتغيرها مرة واحدة في الشهر،ومن عاداتهم أيضاً الا يغسلوا ثيابهم بل يتركونها حتي تبلي،وكانوا يطلون اجسامهم بالشحم إتقاء البرد والرطوبة،وقد تميز المغول بركوب الخيل والسعي لاكتشاف المراعي والماء واستخدام الأسلحة،وقوة الاحتمال ،وحب المخاطرة واتساع الأفق،وحب التسلط مما جعل منهم جنودا بارعين،علي أهبه الاستعداد في كل لحظة.
_أما عن ديانتهم فتسمي الشاماتزم وهي عبادة مظاهر الطبيعة من سماء وشمس وغيرها وان اعتقد بعضهم بوحدانية الله خالق السماء والأرض.
_كان المغول بدو رحل ورعاة،ينتقلون من مكان لآخر سعياً وراء المراعي والاعشاب ،وكانت حياتهم تقوم علي السلب والنهب والاغارة علي الممالك المتحضرة في الصين وبلاد ماوراء النهر وايران ،ورغم الضربات الشديدة التي كان ينزلها حكام هذه المماليك بهم،فانهم لم يكتفوا عن الاغارة عليهم،مما دفع الصينيون لإقامة سور الصين العظيم تصديا لهم ودفعا لإفسادهم.
_ظلت هذه القبائل في تنافس وتنازع حتي ظهر من بينهم شاب اسمه "تيموجين"،نشأ يتيماً وكان أبوه زعيما لأحد القبائل ،فلما توفي أنفض افراد قبيلته من حوله،واستصغروا شأنه واستضعفوه،فعاش مع أمه وإخوته في يؤس وشقاء،يعيشون علي صيد الحيوانات وأكل لحومها وبيع جلودها،وكان في استطاعة تيموجين أن يبقي ثلاثة أو اربعة أيام بدون طعام ،وفي بعض الأيام كان يقطع وريدا من اورده فرسه الذي يركبه ليرشف رشقة من دمه ثم يسد الوريد ويواصل سيره.
_هذه المحن والصعوبات التي عاشها اصقلته واكسبته المقدرة علي تحمل المشاق واخرجت منه رجلاً صلبا أدهش العالم بقوته وجبروته وبطشه ،ولما بلغ تيموجين السابعة عشر من عمره،استطاع أن يجمع جميع قبائل المغول تحت نفوذه ،وتوجت جهوده بالناح في سنة 600ھ،عندما ظهر في الوجود دولة المغول.
_وضع تيموجين لدولته دستورا شهيرا لينظم الحياة العامة فيها،وقد عرف باسم"الياسا"او"اليساق"وهي كلمة تركية قديمة تعني القانون الاجتماعي،وكان يحتوي علي التنظيمات العسكرية ،فضلاً عن مواد لتنظيم الحياة المدنية مثل تحريم السرقة وقطع الطرق،كمانظمت الحياة العائلية أيضاً فأصبحت المرأة تتمتع باستقلال واسع واحترام عظيم،ولم يعد دورها يقتصر فقد علي ادارة اابيت وتربية الأطفال ،بل تعد ذلك الي المشاركة في الحرب والقتال ومرافقة الجيش والاهتمام بالمحاربين.
_وجه جنكيزخان عنايته نحو توسيع رقعة بلاده،فاتجه الي امبراطورية كين في الصين الشمالية واخضعها لسلطانه سنة 612ھ،وغنم غنائم كبيرة واستولي علي كنوز ونفائس ملوك الصين ،مما كان له اثر كبير في ترقية حياة المغول،الذين اخذوا ينهبون من الحضارة الصينية الكثير من المظاهر.
_ومع استيلاء جنكيزخان علي الصين الشمالية ،تجاوزت امبراطورية المغول المترامية الأطراف مع الدولة الخوارزمية الإسلامية العظيمة،وبدأت كل منهما تقف موقف المتربص بالأخري.
_______________________
_تاريخ الدولة العباسية :أمل ابراهيم ابو ستة /القاهرة 2010م
_تاريخ آسيا في العصور الوسطي :آمال حامد زيان/القاهرة2016م
_المغول في التاريخ:الصياد/القاهرة1975م

_المغول:السيد الباز العريني/بيروت 1981م