الفقرة الثالثة :موقف من حياة النبى
بقلم|إلهام الهمدانى
بعد فتح مكة أعطى رسول الله ﷺ ما أعطى مِن
تلك العطايا ، لقُريش ولقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء حتى قال قائلهم :
لقد لقي رسول الله قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة ، فقال : يا رسول الله، الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ، لم صنعت ،
قَسَّمْتَ في قومك ،
وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ، ولم يكْ للأنصار منها شيء .
قال : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟
قال : يا رسول الله ، ما أنا إلا رجلاً من قومي
قال : فأجمع لي قومك
فخرج سعد ، فجمع الأنصار ..
فأتاهم رسول الله ﷺ ، فحمد الله
وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : يا معشر الأنصار : ما قاله ، بَلَغَتَنِي عنكم
، وجدة وجدتموها عليَّ في أنفسكم ؟ ألم آتِكُم ضلالاً فهداكم الله ، وعَالة
فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم
قالوا : بلى ، الله ورسوله أمن وأفضل
ثم قال : ألا تجيبونني يا معشرالأنصار ؟
قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المَن والفضل .
قال صلى الله عليه وسلم : أما والله لو شئتم
لقلتم ، فلصدقتم ولصدقتم : أتيتنا مُكَذِبًا فصدقناك ، ومخذوًلاً فنصرناك ،
وطريدًا فآويناك ، وعائلاً فآسيناك . أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم فيَّ لعاعة من الدنيا تألفت بها
قومًا ليسلموا . ووكلتكم إلى إسلامكم ، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس
بالشاه والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده ، لولا
الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبًا وسلكت الأنصار شعبًا ،
لسَلَكْتُ شعب الأنصار
. اللهم أرحم الأنصار ، وأبناء الأنصار . وأبناء أبناء الأنصار .
فبكى الأنصار حتى وقالوا : رضينا برسول الله
قسمةً ، وحظًا .
ليس مُجرد موقف خاص بين النبي ﷺ وأحبابه الأنصار ، وإنما درساً لنا أن نعاتب
مَنْ نحبهم ويحبوننا ، ولا ننسى' فضل أحدًا علينا وأن نرد المعاتبة بطبيب الكلام
وحُسن الوئام ..
فلولا معاتبهم للنبي ﷺ ماعرفوا قدر
حبه لهم ، ولولاحُسن حديثه عظيم أخلاقه ، ما انصرفوا بانشراح الصدر ورضا النفس
وجبر الخاطر .
فلا دُنيا تطيب من دون أحباب ، ولا المحبة
تستمر دون عتاب .
هنيئًاللأنصار بمحبة النبي ، وهنيئًالنا إن رضينا
نحن أيضاً برسول الله قسمةً وحظًا
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق