نبذة عن المجلة

جريدة أدبية الكترونية تقوم على مجهودات ذاتية هدفنا رفع مستوى الفكر وزيادة الوعى وتقديم فن راقى وإظهار دور الأدب فى بناء المجتمعات ،ومساعدة المواهب المهمشة فى إظهار مواهبهم ومساعدتهم على تنمية مواهبهم وتقديم الدعم المادى والمعنوى

المادى : هو توفير إمكانيات للنشر

المعنوى: توفير كتاب وورش عمل للتشجيع والتعليم.

مدة النشر : كل أسبوع

الفقرة الثالثة :موقف من حياة النبى

بقلم|إلهام الهمدانى

بعد فتح مكة أعطى رسول الله ما أعطى مِن تلك العطايا ، لقُريش ولقبائل العرب ولم يكن في الأنصار منها شيء حتى قال قائلهم : لقد لقي رسول الله قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة ، فقال : يا رسول الله،  الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ، لم صنعت ، قَسَّمْتَ في قومك ، وأعطيت عطايا عظاماً في قبائل العرب ، ولم يكْ للأنصار منها شيء .

قال : فأين أنت من ذلك يا سعد ؟
قال : يا رسول الله ، ما أنا إلا رجلاً  من قومي
قال : فأجمع لي قومك
فخرج سعد ، فجمع الأنصار ..
فأتاهم رسول الله ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : يا معشر الأنصار : ما قاله ، بَلَغَتَنِي عنكم ، وجدة وجدتموها عليَّ في أنفسكم ؟ ألم آتِكُم ضلالاً فهداكم الله ، وعَالة فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم
قالوا : بلى ، الله ورسوله أمن وأفضل
ثم قال : ألا تجيبونني يا معشرالأنصار ؟ قالوا : بماذا نجيبك يا رسول الله ؟ لله ولرسوله المَن والفضل .
قال صلى الله عليه وسلم : أما والله لو شئتم لقلتم ، فلصدقتم ولصدقتم : أتيتنا مُكَذِبًا فصدقناك ، ومخذوًلاً فنصرناك ، وطريدًا فآويناك ، وعائلاً فآسيناك . أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم فيَّ  لعاعة من الدنيا تألفت بها قومًا ليسلموا . ووكلتكم إلى إسلامكم ، ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاه والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده ، لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبًا وسلكت الأنصار شعبًا ، لسَلَكْتُ شعب الأنصار . اللهم أرحم الأنصار ، وأبناء الأنصار . وأبناء أبناء الأنصار .

فبكى الأنصار حتى وقالوا : رضينا برسول الله قسمةً ، وحظًا .

ليس مُجرد موقف خاص بين النبي   وأحبابه الأنصار ، وإنما درساً لنا أن نعاتب مَنْ نحبهم ويحبوننا ، ولا ننسى' فضل أحدًا علينا وأن نرد المعاتبة بطبيب الكلام وحُسن الوئام ..
فلولا معاتبهم للنبي ماعرفوا قدر حبه لهم ، ولولاحُسن حديثه عظيم أخلاقه ، ما انصرفوا بانشراح الصدر ورضا النفس وجبر الخاطر .
فلا دُنيا تطيب من دون أحباب ، ولا المحبة تستمر دون عتاب .
هنيئًاللأنصار بمحبة النبي ، وهنيئًالنا إن رضينا نحن أيضاً برسول الله قسمةً وحظًا 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق