الرواية الخامسة : منتصف الليل بقلم|سهر العراقى
يا إلهي
أمازال يتحدث عن الفتيات مرةً أخرى؟
أمازال يتحدث عن الفتيات مرةً أخرى؟
أين ذهب بُغضهم ؟
ألا يتذكر ماذا فعلوا به ؟
جميعهم مثل أمه، مثل ليلى ،مثل إيمان أو إيمي ،كما كان يناديها.
ألتفت لها ونظر لها بغضب ،وأنصرف بعيداً عن البحر، ظل يجول في شوارع
الأسكندرية دون وجهة محددة،
وصل لشركتهِ التي تبعد ربع ساعة عن بيته مشياً على الأقدام،
نظر في جيبهِ، وأخرج مفاتيح الباب الخارجي، فموظف الأمن في أجازة اليوم كما
الباقي.
صعدَ إلى الدور الثالث، حيث يقع مكتبه، وفتحه، وجلس فيه ينظر عبر النافذة.
بدأت تسقط قطرات الأمطار على زجاج نافذتهِ ،وهو يحاول لمسها من الجهة
الأخرى، مع علمهِ التام بأنه لن يستطيع.
□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□□
عاد إلى منزلهِ الساعة الثالثة فجراً،
فتح التلفاز ،وراقب الوضع اليوم من خلال تلك الشاشة ، لا يصدق أي شئ يأتي
بها ومع ذلك يشاهدها وأكثر ما لا يؤمن به هو الإعلام ولا حتى يفكر بأن يُشاهد
القنوات السياسية تكفيه الجوية وبعض القنوات التي تَعرض الأفلام الوثائقية
والرومانسية.
دائماً ما يُحب أن يشاهد الأفلام الرومانسية ليسخر منهم لا أكثر.
نام في مكانه أمام التلفاز في شقتهِ الفاخرة، التي تقع في أكثر ضواحي
الأسكندرية رُقيّ وأناقة، يعيش في الدور السادس من مبنى مكون من 20 طابق مبنى عتيق
من الخارج مجدد على أعلى مستوي من الداخل.
تفاجئت الفتاة من نظرته الغاضبة الشرسة الموجهة إليها!
أستمرت في مراقبتهِ إلى أن أختفى في الجهة الأخرى.
لم تنم يومها ، نظرته علقت في ذهنها ،صوته وملامح وجهة وانفعالاته.
ألن تراه مرة أخرى ؟
أستيقظ على رنين باب منزله المزعج.
قام سريعاً، وأتجه نحو الباب في ضيق.
فتحه، فوجد مديرة أعماله وذراعه الأيمن كما يقولون "ريم" وصديقته
من الدراسة الإعدادية أيضاً .
ايه يا زوما الساعه 7 دا انا قولت
زمانك لابس، ونازل ناو.
نظرت الى هيئته وضحكت،
مالك مدهول كدا ليه ؟
كنت فين إمبارح كنت بتحتفل لا سمح الله!
بس يا ظريفة.
أغلق باب المنزل ،وأتجهت هي نحو اﻵريكة التي نام بها أمس.
أتنيل البس بسرعة، أنا جايبة دونات وقهوة بدل ما تقعد على الكافية وتتأخر
أكتر.
دخل لى غرفة نومه ،وهو يلعن صداقته بهذه ال"ريم" كم هي مزعجة.
ذهب لحمام غرفته، وأغتسل سريعاً وخرج بالمنشفة إلى غرفته.
أرتدى ملابس رسمية ،كما يفعل كل يوم ،جفف شعره سريعاً وهذبه وأستخدم عطره
المفضل، وأبتسم إبتسامة دبلوماسية، وأتجه إلى الخارج.
ما أن رأته ريم حتى ضحكت،اللي يشوفك دلوقتي ،ميشوفكش من شوية.
ضحك حازم ضحكة خفيفة كمسايرة لها.
طيب يعني أعمل ايه يعني!
أقعد كُل يا سكر.
جلس قبالتها ،يأكل ما أحضرته معها.
صحيح يا حازم مقولتلكش "مَالِك"، صالحني إمبارح وكدة وفي وسط
اكلام قالي انه جابلك 5 موظفين جداد في تلات بنات، وأتنين ولاد زي ما طلبت ،ونشوف
إلي كفائتها أعلى فيهم وتبقى مساعدة جديدة ليك ،بدل اللي مشيت دي بصراحة مكنتش
بطيقها.
تحدث ببعضاً من السخرية
ولا أنا ، أنا عموماً مبطيقهمش كلهم ونفسي في راجل، بس مش عارف أنتو
معارضني ليه.
ليه دا احنا حتى عساسيل خالص.
حافظ على السخرية في نبرته قائلا:
لا واضح صراحة.
ضحكت ريم،
طب يلا قوم وأشرب قهوتك في الطريق، وعلى فكرة أنا واخدة تاكسي لعندك،
عربيتي في التوكيل يعني هركب فوق دماغك.
ماشي: يلا ياست المستعجلة.
خرجا من باب منزله، ووقفوا ينتظرون المصعد.
ريم نظرت له بابتسامة،لا بس متحسن النهاردة كدة وبتضحك ايه مالك كويس؟!
يعني ألطم عشان أبقى كويس؟!
ضحكت ريم،
لا بس مستغربة!
وصل المصعد ،أستقلوه وهي مازالت تثرثر عن مالك، وكيف راضاها بالأمس، وماذا
جاء به لها.
أشار لها حازم بالصمت، وهو ينظر في الإتجاه الأخر بضجر.خلاص أهدي يا ريم
:عرفت إنه فاجئك ،وجابلك ورد وهدايا كتير مع إنك مقشفة بس ما علينا.
ضربته ريم بغيظ، أقسم بالله أنا غلطانة إني بحكيلك أصلا،يلاا يلاا.
وصلوا إلى مقر العمل، وصعدا إلى مكتبه، تحولت ريم من الصديقة الثرثارة إلى
مديرة أعماله المنتظمة كما علمها على مدار الخمس سنوات "الشغل شغل"
أستاذ حازم المشروع الأخير، إفتتاحه هيبقى الأسبوع الجاي ،ولازم تبقى موجود
أنتَ وطاقم عملك مدير أعمالك المساعدة وما إلى ذلك.
حازم نظر لها بحيرة، وهو يحاول أن يتذكر اي مشروع.
أنهي مشروع ده؟
القرية السياحية يا فندم ،اللي هي من إحدى المشاريع الكبيرة إلى إحنا
متعاقدين فيها مع الأستاذ "وليد المسيري".
ااها طيب هنعمل أيه في الأسبوع اللي بعده ،وأنا لسه طارد المحاسب الأساسي إمبارح،
هنحتاج وقت على بال ما نعرف نلاقي واحد بكفاءة عالية يخلص الشغل اللي موجود . .
المشروع دا أهم من اللي فاتوا كلهم ،دا هيطلعنا فوق خالص، وخصوصاً أن المنافس بدأ
يدخل في مشاريع سينا والساحل دي، وهي فعلاً بقت تكسب جداً، يعني ممكن مركزنا يتهز
عشان محاسب يغلط في حسابات كبيرة ويودينا في داهية ،وكمان هحتاج المساعد
(مستر مالك رتب 5 حضرتك هيبدأو من
الساعة 8
ونص
نظر حازم في ساعته، وهو يشعر بالضغظ الذي ملقى على عاتقه الساعه
8فاضل نص ساعه
ومع ذلك، في أتنين مستنيين برا يا فندم.
طيب خلي أي حد فيهم يدخلي. المساعد برا
أيوة يا فندم بس هي بنت.
اممم ماشي دخليها.
حاضر.
خرجت ريم ،ونظرت للفتاتين اللاتي يجلسن أمامها ،و التوتر ملحوظ على هيئتهم
آنسة آية:
قامت إحدى الفتاتين،
أنا حضرتك.
اقتباس الفصل القادم
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق