فقرة محاضرات فى الآدب
اعداد|أسماء عيدالخالق
الحلقة الثانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبق وتحدثنا فى المحاضرة السابقة عن الذات الابداعية والفرق بينها وبين
الذات الواقعية
وبالطبع للحديث بقية ...
فمصدر الرسالة اللغوية العادية يختلف عن المصدر فى الرسالة الابداعية
فنجد ان فى الرسالة العادية الواقعية يرتيط المصدر بزمن ومكان فعليين فهو
بالكاد يحمل صورا ادراكية مطابقة للواقع اما بالنسبة للرسالة الابداعية فهو بث غير
مباشر فقط عبر اثير الكلمات لان المصدر لا يتواصل مع متلقى حاضر معه بل انه حاضر
جوهريا من خلال ما ننثره من خلال الكلمات وغائب جسديا فهو متلقى مجهول واقعيا ونجد
ايضا ان هناك عاملا مشتركا بين مصدر الرسالة الواقعية ومتلقيها ففى الغالب يتم
الحديث عن واقع من خلال بعض التخيلات والتشبيهات مما يثير فى ذهن المتلقى احساسا
خاصا بالقصيدة الشعرية...
من ناحية اخرى نجد ان التواصل فى الرسالة الواقعية العادية يتميز بتفاعل
يسعى الى جعل محتواها متجانسا من كلا الطرفين المصدر والمتلقى..
اما تلك الرسالة الابداعية فى التواصل الشعري تتضمن تفاعلا كامنا داخلها
لانها تصف واقعا وليست ممثلة له كما يحدث فى تلك العادية، لكن نتيجة لكثرة الاحساس
او ربما بشكل ادق الكاتب وتقمصه لذاته الابداعية وتخيله للموقف المثار فى القصيدة
يملك بالفعل قلوب المتلقين كما يزيد من شغفهم لقراءة المزيد ويمنح نفسه قدرة اكبر
على الخيال من خلال التشبيهات الجذابة والتى تنتقل من خلال الكلمات الى فؤاد
المتلقين مباشرة..
اما بالنسبة لاختيار العنوان فى النصوص الشعرية ..
هو فى الاساس لبنه مهمة من بناء النص وبالطبع فهو يؤثر فيه ويتأثر به ..
وطبيعة التلقى تخبرنا ان العنوان من اكثر العوامل التى تشجع اى قارئ على
اكمال القصيدة او النص الشعري ...
فنجد ان ان اختيار العنوان يرجع الى رغبة قوية فى لفت انتباه القارئ
للتغلغل فى ثنايا الابيات..
وبما ان العنوان هو سلطة النص ووجهته الاعلامية فلابد ان يكشف عن طبيعته
بين ثنايا الابيات وكذلك عن غموضه...
احيانا نلجأ لاختيار العنوان من خلال بعض كلمات النص او تشبيه معين جاذب
للانتباه وفى الوقت ذاته مثيرا لاحداث القصيدة معبرا عنها يجمع بين الغموض وبين
الوضوح الخفي...
اى انه مفهوم فى معناه الظاهرى اما فى جوهره يسحبنا لمتابعة القصيدة حتى
نصل للمغزى..
انتظروا الحلقات
القادمة فى الاسبوع المقبل
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق