المقال الرابع
بقلم| مؤمن محمود
نوعه :دينى
ﺑﺼﻴﺺ ﻣﻦ
ﻧﻮﺭ
ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻰ ﺗﺘﻔﺸﻰ ﻓﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮ اﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻭ
ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻟﻢ ﻧﻌﻬﺪﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻌﻢ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻵﺧﻼﻕ ﻭ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻓﻌﻞ
ﻭ ﻟﻜﻨﻬﻢ ﻗﻠﺔ ﺇﺫﺍ ﺗﻤﺖ ﻣﻘﺎﺭﻧﺘﻬﻢ ﺑﻐﻴﺮﻫﻢ ﻭ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﻰ ﺳﻮﺀ ﺃﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﺧﻼﻗﻴﺎ ﻭ ﻓﻰ
ﻛﺎﻓﺔ ﺻﻮﺭ ﺣﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﺍﻹﻧﺤﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻧﻪ ﺇﻧﺤﺪﺍﺭ ﺃﺧﻼﻗﻰ ﻭ ﻣﺠﺘﻤﻌﻰ ﻟﻜﻦ ﺍﻹﻧﺤﺪﺍﺭ
اﻣﺘﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻰ ﺍﻟﻌﺮﺑﻰ ﻭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻰ ﻭ ﻟﻦ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺆﻟﻤﺔ ﻧﻌﻠﻤﻬﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ
ﻭ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﻭ ﻟﻜﻦ ﺳﺄﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻭ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺄﺗﻰ ﺑﻌﺪ ﻭ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻚ
ﻋﺮﻓﺖ ﻣﻦ ﺃﻋﻨﻰ ﻋﺰﻳﺰﻯ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﺮ ﻭ ﺃﻧﺎ ﻻ ﺃﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﻛﺪﻋﻮﺓ
ﻟﻠﺨﻤﻮﻝ ﻭ ﺍﻟﺘﻮﺍﻛﻞ ﺑﻞ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﻓﺎﻟﻤﻬﺪﻯ ﻟﻦ ﻳﺨﺮﺝ ﻭ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﻤﺰﻗﺔ ﻭﻻ ﺃﻋﻨﻰ
ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻌﺰﻝ ﻭ ﺗﺮﻭﻳﻌﻬﻢ ﺑﻞ ﺃﻋﻨﻰ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﺮ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻭﻻ
ﻭ ﺗﻨﻔﺾ ﻋﻨﻚ ﻏﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﻭ ﺍﻟﺨﻤﻮﻝ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺗﻐﻴﺮ ﺷﺨﺼﻴﺘﻚ ﺍﻟﻰ ﺍﻷﺣﺴﻦ ﺳﺘﺠﺪ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺗﻨﺼﻠﺢ
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ
( ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﻗﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﻐﻴﺮﻭﺍ ﻣﺎ
ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ )
ﻫﺬﺍ
ﺃﻣﺮ: ﻏﻴﺮ ﻧﻔﺴﻚ
ﻭ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻟﻐﺎﻧﺪﻯ ( ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺖ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﻯ
ﺗﺮﻳﺪ ﺇﺣﺪﺍﺛﻪ ﻓﻰ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ) ﻭﻗﺪ ﻳﺘﻌﺠﺐ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑاﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻯ ﺑﻤﻘﻮﻟﺔ ﻟﻐﺎﻧﺪﻯ ﺑﻌﺪ ﺍلآﻳﺔ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻥ اﺗﻰ ﺑﺤﺪﻳﺚ ﺷﺮﻳﻒ ﺃﻭ ﺃﻧﻰ ﺃﻇﻦ ﺃﻥ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻰ ﺷﻮﺍﻫﺪ
ﺗﺆﻳﺪﻩ ﻭ ﻟﻜﻨﻰ ﻗﺼﺪﺕ ﻏﺎﻧﺪﻯ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﻷﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﺛﻨﻰ ﻟﻜﻨﻪ ﻓﻬﻢ ﺳﻨﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﺃﺭﺿﻪ
ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻳﺄﺗﻰ ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻠﻚ ﻭ ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ
ﺃﻛﺮﺭ ﺣﺪﻳﺜﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻟﻴﺲ ﺩﻋﻮﺓ ﻟﻠﺘﻮﺍﻛﻞ ﻭ ﺍﻟﺨﻤﻮﻝ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﺼﻴﺺ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﻛﻰ ﻧﺄﺧﺬ
ﺑﺎﻻﺳﺒﺎﺏ ﻭ ﺳﻮﻑ ﺃﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﻣﺒﺎﺣﺚ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ ( ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻭ ﻭﻗﺖ ﺧﺮﻭﺟﻪ )
ﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﻣﻦ آﻝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻨﺒﻰ اﺳﻤﻪ اﺳﻢ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻭ اﺳﻢ ﺃﺑﻮﻩ ﻳﻮﺍﻓﻖ
اﺳﻢ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻣﻦ ﻧﺴﻞ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺑﻦ ﻋﻠﻰ ﻭ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﺒﻊ ﺃﻭ ﺛﻤﺎﻥ ﺳﻨﻴﻦ ﻭ ﻳﺼﻠﺤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﻟﻴﻠﺔ
ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﺪﻩ ﻟﻠﺨﻼﻓﺔ ﺃﻭ ﻳﺘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﻭ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ ﻋﻘﺐ ﻗﺘﺎﻝ
ﻳﻨﺸﺄ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﻋﻠﻰ ﻛﻨﺰ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻨﺰ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ
ﻳﻈﻬﺮ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻭ ﻳﺒﺎﻳﻌﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻭ ﻳﺨﺮﺝ ﺟﻴﺶ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻗﺎﺻﺪﺍ ﻣﻜﺔ ﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ
ﻓﻴﺨﺴﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﺗﻠﻚ ﻋﻼﻣﺔ ﺃﻛﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻯ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻳﻘﺼﺪﻩ
ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻭ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻟﺨﻴﺮﺍﺕ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻭ ﻳﺴﻮﺩ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺭﺑﻮﻉ ﺍﻷﺭﺽ ﻭ ﻳﺼﻠﻰ ﺧﻠﻔﻪ ﻋﻴﺴﻰ
ﺑﻦ ﻣﺮﻳﻢ ﻭ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻗﺒﻞ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺪﺟﺎﻝ ﻭ ﻧﺰﻭﻝ ﻋﻴﺴﻰ ﻭ ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻷﻗﺼﻰ ﻭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ
ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻓﻬﻮ ﺭﺟﻞ ﺃﻗﻨﻰ ﺍﻷﻧﻒ ﺃﺟﻠﻰ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ( ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻰ ﺷﺄﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻭ
ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ )
١ -{ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺇﻻ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻟﻄﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﻳﺒﻌﺚ ﻓﻴﻪ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺑﻴﺘﻰ ﻳﻮﺍﻃﺊ
اﺳﻤﻪ اﺳﻤﻰ ﻭ اﺳﻢ اﺑﻦ ﺍﺳﻢ اﺑﻰ } ﺣﺪﻳﺚ ﺣﺴﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻰ -ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ
٢ -{ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻣﻨﻰ ﺃﺟﻠﻰ
ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺃﻗﻨﻰ ﺍﻷﻧﻒ ﻳﻤﻸ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺴﻄﺎ ﻭ ﻋﺪﻻ ﻛﻤﺎ ﻣﻠﺌﺖ ﻇﻠﻤﺎ ﻭ ﺟﻮﺭﺍ ﻭ ﻳﻤﻠﻚ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ }
ﺣﺴﻨﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﻓﻰ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ
٣ -{ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻣﻨﺎ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻳﺼﻠﺤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻰ ﻟﻴﻠﺔ } ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺣﻤﺪ ﻭ ﺇﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭ ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻰ
٤ - ﻋﻦ ﺛﻮﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ { ﻳﻘﺘﺘﻞ ﻋﻨﺪ ﻛﻨﺰﻛﻢ
ﺛﻼﺛﺔ ﻛﻠﻬﻢ اﺑﻦ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺛﻢ ﻻ ﻳﺼﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﺛﻢ ﺗﻄﻠﻊ ﺍﻟﺮﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ
ﻓﻴﻘﺘﻠﻮﻧﻜﻢ ﻗﺘﻼ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻠﻪ ﻗﻮﻡ - ﻳﻘﻮﻝ ﺛﻮﺑﺎﻥ ﺛﻢ ﺫﻛﺮ ﺃﻯ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺷﺊ ﻻ ﺃﺣﻔﻈﻪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻰ
- ﻓإﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﻩ ﻓﺒﺎﻳﻌﻮﻩ ﻭ ﻟﻮ ﺣﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﻠﺞ ﻓﺈﻧﻪ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ } ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻟﺬﻫﺒﻰ
ﻭ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭ ﺇﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ﻭ ﻳﻮﺟﺪ ﺧﻼﻑ ﺣﻮﻝ ﻟﻔﻆ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﻠﻪ
٥ -{ ﻳﺨﺮﺝ ﻓﻰ آﺧﺮ ﺃﻣﺘﻰ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻳﺴﻘﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻐﻴﺚ ﻭ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻷﺭﺽ ﻧﺒﺎﺗﻬﺎ ﻭ ﻳﻌﻄﻰ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺻﺤﺎﺣﺎ ﻭ ﺗﻜﺜﺮ ﺍﻟﻤﺎﺷﻴﺔ ﻭ
ﺗﻌﻈﻢ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﻌﻴﺶ ﺳﺒﻌﺎ ﺃﻭ ﺛﻤﺎﻧﻴﺎ ﺣﺠﺞ } ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻭ ﺻﺤﺤﻪ ﺍﻷﻟﺒﺎﻧﻰ ﺍﻟﺬﻫﺒﻰ
٦ -{ ﻟﻴﺆﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ
ﺟﻴﺸﺎ ﻳﻐﺰﻭﻧﺔ ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺒﻴﺪﺍﺀ ﺍﻷﺭﺽ ﻳﺨﺴﻒ ﺑﻬﻢ ﻭ ﻳﻨﺎﺩﻯ ﺃﻭﻟﻬﻢ ﺃﺧﺮﻫﻢ ﺛﻢ ﻳﺨﺴﻒ ﺑﻬﻢ
ﻓﻼ ﻳﺒﻘﻰ ﺇﻻ ﺍﻟﺸﺮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻯ ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻨﻬﻢ } ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺭﻭﻳﺖ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻓﻰ ﺻﺤﻴﺤﻰ
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻭ ﻣﺴﻠﻢ؟
ﻳﻘﻮﻝ اﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ
{ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﻭ ﻣﺴﻠم ﻟﻢ
ﻳﻠﺘﺰﻣﺎ ﺑﺈﺧﺮﺍﺝ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﺼﺤﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﻗﺪ ﺻﺤﺤﺎ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻰ
ﻛﺘﺎﺑﻴﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻯ ﻭ ﻏﻴﺮﻩ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻯ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻨﺪﻩ ﺑﻞ ﻓﻰ ﺍﻟﺴﻨﻦ ﻭ
ﻏﻴﺮﻫﺎ }
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ ( ﺷﺒﻬﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ )
ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ { ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻗﺪ ﻣﻜﺚ ﻓﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﺛﻼﺛﺔ ﻭ
ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺑﻌﺚ ﻧﺒﻴﺎ ﻭ ﻟﻢ ﻳﻤﻸ ﺍﻻﺭﺽ ﻋﺪﻻ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻫﺬﺍ ﻓﻰ ﺳﺒﻊ ﺳﻨﻴﻦ }
ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺷيئا ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻬﻴﺊ ﻟﻪ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭ ﻳﺰﻳﻞ ﺍﻟﻤﻌﻮﻗﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻟﺮﺍﺷﺪﺓ
ﺳﺘﻌﻮﺩ ﻗﺒﻞ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻭ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﺗﻬﻴﺌﺖ ﺍﻟﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺼﻼﺡ ﻭ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﺜﺎﻝ
ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪ ﻣﻸ ﺑﻠﺪﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﺪﻻ ﻓﻰ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻭ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﺷﻬﺮ
ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ { ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻬﺪﻯ ﺷﺊ ﻧﻈﺮﻯ ﻭ ﻻ
ﺿﺮﺭ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ } ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺒﻰ ﻭ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻥ ﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻓﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻟﺴﺒﺒﻴﻦ
١ - ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻰ ﺣﻖ
ﺍﻟﻨﺒﻰ { ﻭ ﻣﺎ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ ﺇﻥ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻭﺣﻰ ﻳﻮﺣﻰ } ﺃﻯ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﺑﻮﺣﻰ ﻣﻦ
ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻷﻳﻤﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺑﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻰ
٢ - ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﺃﻣﺮ ﻏﻴﺒﻰ
ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻭ ﻣﻦ ﺛﻢ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻐﻴﺒﻴﺎﺕ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻰ
ﻟﻌﻤﻮﻡ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﺭﻳﺐ ﻓﻴﻪ ﻫﺪﻯ ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻟﻐﻴﺐ ﻭ ﻳﻘﻴﻤﻮﻥ
ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭ ﻣﻤﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻫﻢ ﻳﻨﻔﻘﻮﻥ }
ﺍﻟﺸﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ { ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﺷﺊ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻪ ﻋﻘﻞ ﻭ
ﺍﻹﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﻪ ﻳﻮﺭﺙ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﻭ ﺍﻟﺘﺨﺎﺫﻝ ﻓﻰ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ } ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻯ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻪ ﺍﻟﻌﻘﻞ
ﺭﺟﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﻳﺨﺮﺝ ﻭ ﻳﺤﻜﻢ ﺑﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻭ ﺳﻨﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﻟﻪ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻟﻴﻌﺮﻓﻪ ﺍﻟﻘﺎﺻﻰ ﻭ ﺍﻟﺪﺍﻧﻰ
ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺨﺎﺫﻝ ﻭ ﺍﻟﻜﺴﻞ ﻓﻌﺪﻡ ﺍﻷﺧﺪﺫ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭ ﺇﻧﺘﻈﺎﺭ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﻫﻮ ﺧﻄﺄ ﻛﺒﻴﺮ
ﻓﺎﻟﻤﻬﺪﻯ ﻣﺠﺮﺩ ﻗﺎﺋﺪ ﻳﻈﻬﺮ ﻋﻨﺪ ﺗﺘﻬﻴﺄ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﻭ ﻟﻦ ﻳﻈﻬﺮ ﻭ ﺍﻷﻣﺔ ﻣﺸﺘﺘﺔ
ﺍﻟﻤﺒﺤﺚ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ { ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻰ
ﺍﻟﺘﻰ ﻗﺪ ﺛﺒﺘﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﺧﺎﺻﺔ ﻭ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭ ﻛﺘب ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﺎﻣﺔ } ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ ﻷﺣﺎﺩﻳﺚ
ﺍﻟﻤﻬﺪﻯ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﻳﻨﻜﺮ ﺟﺰﺀا ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﻟﺠﺰﺀ ﻗﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻟﻜﻞ ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻭ
ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﺜﻘﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺮﻭﺍﺓ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﻓﻄﺮﻳﻘﺔ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻫﻰ ﻧﻔﺲ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻭﺻﻮﻝ
ﺍﻟﻘﺮﺃﻥ ﻓﺎﻟﻘﺮﺃﻥ ﻟﻢ ﻳﺠﻤﻊ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺣﺮﻭﺏ ﺍﻟﺮﺩﺓ ﻭ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﻓﻰ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺠﻠﻮﺩ ﻭ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭ ﺟﻤﻊ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻷﻳﺔ ﺍﻟﺘﻰ ﻳﺤﻔﻈﻬﺎ ﻭ ﻳﺸﻬﺪ ﺇﺛﻨﺎﻥ ﺃﻧﻬﻢ
ﻗﺪ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺔ ﻣﻦ ﻓﻢ ﺍﻟﻨﺒﻰ ﻭ ﺗﻜﺘﺐ ﺍلآﻳﺔ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭ ﻣﻦ ﺃﻣﺮ ﺑﺠﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺃﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﺤﻮ ﻫﻮ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭ ﺑﺎﻟﻤﺜﻞ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻰ ﺻﺤﻒ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﻬﺪ ﻋﻤﺮ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺳﻨﺔ ٩٩ ﻫﺠﺮﻳﺔ ﺟﻤﻌﺖ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻓﻰ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻯ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﺴﻨﺔ
ﻣﺜﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﻤﻊ ﺍﻟﻘﺮﺃﻥ ﻭ ﻣﻨﻜﺮ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻗﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﺍﻟﻘﺮﺃﻥ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ.
في هذا الصدد أذكر كلمه للشيخ الدكتور محمد إسماعيل
المقدم يقول( هم دائما_يقصد من يطعنون في عقائدنا_ يحاولون الطعن فيمن يهتمون
بقضايا العقيدة فهم يرون أنها قضايا نظرية لا يترتب عليها عمل)
ورد فضيلته قائلا:هي من أسس العقيدة (الإيمان بالغيب)
وعندنا مثلا سورة الإخلاص وهي تعدل ثلث القرآن ولايوجد فيها أمر بعمل ولا نهي عن شيئا.
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق